أنت المشاهد رقم

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

اللسانيات؛ مفهومها، موضوعها وتاريخها

سلسلة محاضرات في اللسانيات العامة لطلاب الجامعة /1/: اللسانيات؛ مفهومها، موضوعها وتاريخها

بقلم: د. خليفة بوجادي *



مدخل/ “اللغات هي أحسن مرآة للفكر البشري، وإن تحليلا دقيقا لدلالة الأشياء لهو أحسن الأشياء قدرة على كشف عمليات الإدراك. ولهذا فالإنسان مضطر أمام تعقّد العالم إلى استخدام نظام من الأدلة لتمثيل الواقع، وتذكّر الأشياء والأحداث بيسر”. لايبنتز.
1- اللسان معجميّا. 2- اللسانيّات اصطلاحا. 3- تاريخها. 4- منهجها. 5-أقسامها.

1-اللسان  معجميا:
- للسان دلالتان:  العضو من جهاز النطق LANGUE، واللغة (الأصوات والرموز) LANGUE.
- استـُخدم في القرآن الكريم لفظ اللسان بمعنى لغة في عدّة مواضع، نحو: “لسانُ الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين” ( النحل/ 103 )، و”وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبينَ لهم” ( ابراهيم/04 ).
- واستُخدم في الشعر العربي بالمعنى نفسه، في قول طرفة:
وإذا تلسُنُني ألسُنُها    إنني لستُ بموْهونٍ غَمِرْ   ؛    أي أكلمها باللغة التي تفهمها واللسان الذي تريده.
وفي قول كثيّر : نمت لأبي بكر لسان تتابعت       بعارفة منه فخصّت وعمّتِ
- ففي هذه الشواهد جميعا استُخدم اللسان مرادفا للغة.
- وفي الصياغة  الصرفية : * لسانيات : نسبة إلى اللسان ( مفردا )؛ وهو استخدام شائع في المغرب العربي.
* ألسُنية :  نسبة الى الجمع   (ألسنة)؛ وهواستخدام شائع في المشرق العربي.
- يقابله في الأجنبية: linguisticslingustique.
2- اللسانيات اصطلاحا؛ تعريفها وموضوعها:
أ – هي الدراسة العلمية للغة. (العلم Sience هو بحث ظواهر معينة لبيان حقيقتها وعناصرها ونشأتها وتطورها ووظائفها وعلاقاتها وقوانينها).
ب- هي دراسة اللسان في ذاته ومن أجله (دي سوسير).
جـ- يمكن أن نحدد موضوع اللسانيات عموما، بعدِّها دراسة علمية للغة، قد تحققت بنشر م.ل.ع. لـِ ف.د. سوسير في 1916. وابتداء من هذا التاريخ فإن كل دراسة لسانية ستُعرّف اعتدادا بما وضعه دي سوسير. (معجم ديبوا وآخرين)  Dubois et autres : Dictionnaire de linguistique.-
* موضوعها: يتضح من التعريفات السابقة، أن موضوعها هو اللغة البشرية الإنسانية، وتُعنى:
- باللغة المنطوفة، (نحو لهجات أمريكا الشمالية) والمكتوبة، (والدراسات قديما أهملت الأولى ).
- باللغات الحية (المستعملة أداة للتخاطب)، أو الميتة التي لم يعد استعمالها جاريا، نحو اللاتينية.
- باللهجات أيضا ولا تميزها عن الفصحى (كما كان سائدا).
- باللغات البدائية واللغات المتحضِّرة دون تمييز.
- تدرس اللغة من كل جوانبها دراسة شاملة، ضمن تسلسل متدرج الصوت، الصرف، النحو، الدلالة والمعجم،
(وتتعدى ذلك اليوم إلى مجالات التواصل الأخرى، الأسلوبية، التداولية…).
- تسعى إلى بناء نظرية لسانية شاملة تمكننا من دراسة جميع اللغات الإنسانية.
ويلخص فردينان دي سوسير Ferdinand de Saussurer (-1857 1913 ) مهمتَها في ثلاث نقاط:
1- تقديم وصف للغات وتاريخها وإعادة بناء اللغات الأم في كل منها.
2- البحث عن خصائص اللغات كافة، ثم استخلاص قوانينها العامة.
3- أن تحدد اللسانياتُ نفسها ويُعترَفَ بها ضمن حقل العلوم الإنسانية.
3- تاريـخـها: ترجع بداية ظهورها علما مستقلا إلى القرن التاسع عشر، مع محاضرات ف.د.سوسير، وأسهمت في ذلك ثلاثة أسباب:
أ- إكتشاف اللغة السنسكريتية : وقد تم ذلك بوضوح مع وليام جونز (1794ت) عام 1786 م، الذي كان قاضيا في كالكتا (في آسيا). ثم مع شليجل (F.schlegel) في كتابه (حول لغة الهنود وحكمتهم عام 1808، ثم الأب  بارتلمي (Barthélemy) وكان مبشرا في الهند، في كتابه (قواعد السنسكريتية). ثم توالت المؤلفات في انجلترا بعد ذلك، إلى أن صارت باريس قطب المدرسة السنسكريتية بهجرة اللسانين إليها.
ب- ظهور القواعد المقارنة: شاع في تلك الفترة أسلوب المقارنة بين اللغات ونُظُمها، ومنها كتاب Boopp (1867ت) عام 1816 (في نظام تصريف اللغة السنسكريتية ومقارنته بالأنظمة الصرفية في اللغات اليونانية واللاتينية والفارسية والجرمانية).
ونشير إلى أن أسلوب المقارنة الشائع آنذاك، كان مقتصرا على العلوم الطبيعية وعلم التشريح.
جـ- نشأة علم اللغة التاريخي :الذي يعنى بمعرفة جميع التطورات اللغوية في لغة ما، من خلال مجموع تاريخها. وقد  ظهر نتيجة للقواعد المقارنة .
4- منهجها : تعتمد على ثلاثة معايير أساسية :
- الشمول : دراسة كل ما يتعلق بالظاهرة اللسانية دون نقص أو تقصير.
- الانسجام : انعدام وجود أي تناقض في الدراسة الكلية.
- الاقتصاد : تتم الدراسة بأسلوب موجز ومركز مع تحليل دقيق .
5- أقسام اللسانيات العامة: تتعدد أقسامها اليوم بحسب اختصاصاتها واهتماماتها، فبرزت: اللسانيات التعليمية، النفسية، الاجتماعية، الرياضية، الحاسوبية، التداولية،…الخ،  وهناك تقسيم آخر بالنظر إلى منهجها، يشمل:
- اللسانيات التاريخية: هي دراسة تطور اللغات عبر الأزمنة، وأسباب حدوث التغيرات وكيفياتها.
- اللسانيات المقارنة: مقارنة لغتين أو أكثر للتوصل إلى العلاقة بينهما وبيان الأصل من الفرع.
- اللسانيات الوصفية: هي أهم قسم فيها، وتختص بدراسة وظيفة اللغة واستعمالها من طرف مجموعة من المتكلمين.
*جامعة سطيف ـ للتواصل مع الكاتب ـ الأستاذ

منقول للافادة:

ندوة علمية بكلية الآداب بتطوان

ندوة علمية بكلية الآداب بتطوان - بوشعيب الساوري طباعة إرسال إلى صديق
الكاتب صوت العربية   
تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها يومي الثاني والثالث من تشرين ثاني، نوفمبر الجاري بكلية آداب تطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، ندوة علمية في موضوع: المماثلة والاختلاف في الأدب واللغة والفكر، وذلك في سياق الندوات العلمية التي دأبت الشعبة على تنظيمها، دعما للبحث العلمي، وتنويرا للمهتمين. وأوضح بلاغ للشعبة في شخص رئيسها د.محمد الأمين المؤدب، أن هذه الندوة تتوخى الوقوف على ثلاثة أهداف كبرى:
الأولى تتعلق برصد أوجه التماثل والاختلاف في الموضوع المدروس (الإبداع والنقد والفكر)،
والثانية تتعلق بإبراز أوجه التماثل على وجه الخصوص، وفق الآليات المتوخاة والمناهج المختلقة المتوسل بها، أما الثالثة فترتبط باستخلاص ما يمكن استخلاصه، بقصد الكشف عن التنامي الفكري واللغوي والثقافي والإبداعي والنقدي، والبحثِ عن الدينامية والتطور الحاصلين في الموضوع/ الظاهرة.
وتشارك في هذه الندوة العلمية مجموعة من الأكاديميين والباحثين المغاربة والعرب، الذين لهم دراية بالموضوع، وقدرة على بسطه، وصياغة الإشكالات التي يثيرها، على مستوى الدراسة الأدبية والنقد.
هذا وسينطلق اليوم الأول من الندوة بكلمات الافتتاح التي سيلقيها كل من السيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي د.مصطفى بنونة، والسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية د.محمد سعد الزموري، والسيد رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها د. محمد الأمين المؤدب، تليها الجلسة العلمية الأولى المخصصة لموضوع (المماثلة والاختلاف في الإبداع الشعري) والتي سيترأسها د. عبد العزيز الحلوي، ويشارك في تأطيرها كل من د. محمد كنون الحسني بمداخلة حول"الإبداع الشعري بين التأصيل العربي والتنظير اليوناني"، ثم مداخلة د. محمد الأمين المؤدب الموسومة ب"النص الشعري القديم وجدلية المماثلة والاختلاف"، فمداخلة د. عبد اللطيف شهبون حول"المماثلة والاختلاف في النص الشعري المغربي" ، ثم يتطرق د.عبد السلام شقور في مداخلة حول" المقدس من الدين والمقدس من الشعر في شعرنا العربي".
ويختتم ذ. محمد السكاكي الجلسة الصباحية بمداخلة تحمل عنوان "عندما تعزف الريح أغنيها الغامضة" قراءة في المعنى الشعري. أما الجلسة الثانية التي سيرأسها د. محمد مشبال المخصصة لموضوع"المماثلة والاختلاف في البلاغة والبيان" ستفتتح بمداخلة للباحث المصري د. عماد عبد اللطيف حول" تحولات الفكر البلاغي المعاصر مدخل إلى مقاربات غير مألوفة"تليها مداخلة الأكاديمي د. عبد الرحيم جيران في موضوع"محو الاختلاف"، فمداخلة د. محمد الحيرش حول"المكون المقامي بين البلاغة والتداوليات"، في حين سيتطرق د.محمد الحافظ الروسي إلى" أوجه المماثلة والاختلاف في قوانين القوانين بين اتجاهين بلاغيين"، وتختتم الجلسة بمداخلة للدكتورأحمد مونة الموسومة ب"المماثلة والاختلاف بين اللزوم البياني واللزوم المنطقي"، فمناقشة عروض الجلستين.
أما اليوم الثاني فستنطلق الجلسة العلمية الثالثة "المماثلة والاختلاف في اللغة والفكر" بمداخلة للدكتور مصطفى حنفي حول" المماثلة المفاهيمية وتعليق فكر الاختلاف هوامش على بؤس الفلسفة السياسية العربية"، تليها ورقة د. عبد الجليل بادو عن "الاختلاف في العقل الفقهي"، ثم مداخلة د. عبد الرحمن بودرع" من نماذج المماثلة والاختلاف في الفكر اللغوي:النظائر والفروق في كتاب سيبويه"، فمداخلة د. أبو بكر العزاوي "اللغة والمنطق"، وبعدها مداخلة د. عبد القادر بوطالب في موضوع" المماثلة والاختلاف الثقافيان : رؤى انثروبولوجية.
وتختتم الجلسة بمداخلة للدكتور عبد الهادي امحرف وسمها ب"التفاعل اللغوي بين الأمازيغية والعربية". في حين ستعرف الجلسة العلمية الأخيرة "المماثلة والاختلاف في الأجناس الأدبية" التي سيرأسها د. عبد الطيف شهبون مشاركة كل من د. عبد الله المرابط الترغي حول" شروح الصلاة المشيشية بين المماثة والاختلاف" تليها مداخلة د. بوشعيب الساوري عن "المماثلة والاختلاف بين التاريخي والتخييلي الرواية أنموذجا"، فمداخلة ذ. عبد السلام أزيار حول"المماثلة والاختلاف بين ظلامة أبي تمام ورسالة التوابع والزوابع"، ثم بعد يعالج د. عبد الإله الكنفاوي في مداخلة حول موضوع"الموشحات وإشكال التماثل والاختلاف"، وتختتم الجلسة العلمية بمداخلة للدكتور الطيب الوزاني وسمها ب" المماثلة والاختلاف في المولديات على عهد الدولة السعدية" فمناقشة عروض الجلستين.

مدخل تاريخي إلى الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث

مدخل تاريخي إلى الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث *

بقلم: د.خليفة بوجادي**
I- الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث.
 II- النحو المقارن. تمهيد: على الرغم مما أحدثه كتاب دي سوسير من ثورة في اللسانيات الغربية الحديثة، -لما يحمله من جدّة في الطرح والمنهج معا، ولما أحدثه من أثر في كل حركة لسانية بعده- على الرغم من ذلك، إلا أنه لا يمكن تصور أن مباحث دي سوسير في محاضراته انطلقت من عبقرية فذّة وحدها، ولم تسبقها محاولات عديدة في دراسة اللغة قديما وحديثا, وفيما يلي عرض لأهم تلك الجهود: 1- أصل اللغة وأشهر النظريات: قبل تناول الحديث عن (علم اللغة) ودراستها يحسُن ذكر أهم النظريات الواردة في نشأة اللغة وأصلها, وهو بحث أخذ كثيرا من اهتمامات الدارسين قديما وحديثا, وتبين أن متابعته أمر عقيم غير ذي فائدة, كما فعلت جمعية باريس اللغوية حيث قررت عام 1866 في أول نظام لها أن لا تسمح بمناقشة أي بحث من البحوث يتناول نشأة اللغة وأصولها. لكنه، لا مانع من التعرف على أشهر الآراء في ذلك: – النظرية البيولوجية: اقترحت أن اللغة انحدرت شيئا فشيئا من تطور الحركات والأصول التعبيرية الناتجة عن انفعالات الحيوان والإنسان؛ أي من تقليد ومحاكاة الصيحات أو الضجة الطبيعية. – النظرية الأنثروبولوجية: أصل اللغة هو ذلك العلاقة الرمزية المتبادلة بين وقع المصدر الصوتي وبين معناه، أو الأصوات المرافقة لجهد عضلي، أو إلى تطور بكاء الأطفال، أو تطور الغناء والحركات التعبيرية. – النظرية الفلسفية: اللغة فطرية عند الإنسان. – النظرية اللاهوتية: اللغة هبة من عند الله. وقال آخرون: هي مكتسبة وحصيلة اختراع إرادي أو اكتشاف عارض. وأوعزَها آخرون إلى طريقة نموّ تشبه اكتساب الطفل للغة، وكذلك كانت عند الأقوام البدائية. I- الدراسات اللغوية قبل ظهور علم اللسان الحديث: 1- الدراسات القديمة: ينبغي الإشارة إلى أن دراسة اللغة قبل هذه الفترة لا يُحتفى بها إلا قليلا، ذلك أنها في معظمها تفتقر إلى العلمية والشمول، ولا تتجاوز الأبحاث اللغوية في الغالب بضع صفحات، ونادرا ما تبلغ ثلاثين صفحة في كتاب ما . ولذلك يقول وايتني Whitney قبل أكثر من قرن : “إن علم اللغة هو في جملته من صنع هذا القرن … ولا شيء يستحق الصفة العلمية من النتائج التي توصلت إليها الأبحاث القديمة (السابقة للقرن التاسع عشر) … ولا بد أن نؤرخ من هذا القرن البداية الحقيقة لعلم اللغة.” انظر جورج مونان/ تاريخ علم اللغة منذ نشأتها حتى القرن العشرين. لكننا قد نغير موقفنا تجاه هذا النصّ لو تتبعنا هذه الإشارات القديمة في نقاط عاجلة، مما يلي: أ – قدماء المصريين (ترجع إلى ما قبل الألف الأولى قبل الميلاد): – على ضآلة المعلومات التي استقاها الباحثون، إلا أن فحص الآثار الفرعية يجعلنا نعرف مشاهير فقهاء اللغة عندهم. – نجد في قاموس الحضارة المصرية الذي وضعه POSNER مقالة حول اللغة ألفها سرج سونرون . – كان لديهم اهتمام كبير بالكتابة, ونسبت إلى الإله “توت”, وهو إله السحر أيضا. – لأن الحكم الفرعوني دام فترة طويلة (حوالي 3000 سنة) استقرت الإدارة لديهم كثيرا، واهتموا بالوثائق والسّجلات، وأحسّ كتّابهم بأهمية الكتابة، وعملو على تطويرها, وتلك مشكلة من مشكلات فقه اللغة. – كانت الكتابة من اهتمام اللغويين , وبدأت بالرسوم والنقوش والإشارات الدالة على المعاني المستخدمة في الهيروغليفية القديمة، ثم تطورت دلالات هذه الرموز: (في البداية كان رسم العصفور بمعنى عصفور، وكذلك اليد والهراوة …, ثم انتقلت إلى الترميز، فصارت الهراوة/ للضرب، والهلال/ للشهر، ورأس الثورة فقط/ للثور كاملا.. ب- الصومريون والأكاديون *: – يقول المؤرخ Delaporte: ” لم يوجد لدى الصومريين والأكاديين مبحث تعليمي واحد في أي ميدان من ميادين المعرفة”، أما PEDERSON، فيتحدث عن وجود جداول في نماذج ‘الصرف”، دون تأكيد المراجع. – نُسبت الكتابة عندهم إلى رجل بهيئة السمكة يدعى (أوينس oannès) أو إلى أحد أبناء الإله “ماردوك”، وتعرف بالخط المسماري “صور ورموز” . وقد تأكد الباحثون والمؤرخون فيما بعد، من وجود نشأة علم اللغة عندهم, ومن تعليم اللغة الصومرية وكتابتها. – بإمكانك القول أيضا إن لديهم بدايات في تصنيف المعاجم, تمثلت في (علم اللوائح الصومرية الذي يشمل إشارات مسمارية ذات مدلول متعدد: “إشارة تشبه المربع تفيد : الفم, واللكلام وفعل تكلم والأنف…”، ويشمل كذلك إشارات للحيونات وأنواعها، شروحاً ثنائية اللغة : صومرية وأكاديمية، شروح بعض الألفاظ بالمرادف والتعريف، وفهرساً رباعي اللغة: صومرية، أكادية، حورية وأوغاريتية، وإحصاءَ المفردات (تتجاوز 900 مفردة) ومعاينها، نحو: رسم عصفور+ بيضة= ولادة، إمرأة + حبل = رقيق، … جـ- الصين القديمة (فيما يعود إلى 3000 سنة ق م): – تحدّثوا في موضوع نشأة اللغة، ورأوا أنها طبيعية واصطلاحية، على اختلاف. – نُسبت الكتابة عندهم إلى كتّاب وزراء تحولوا فيما بعد إلى آلهة من مرتبة دنيا، وظهرت حوالي 2500 ق م، وتسمى الباكوا pa-kwa/. ولا وجود لأي مظهر من مظاهر الكتابة الهيروغليفية (الرسوم الواقعية)، بل هي ذات إشارات ورموز أخرى. – بداية نشأة التفكير اللغوي عندهم؛ حيث يُنسب إلى الفيلسوف هسون– تسو ( 297 – 238 ق م ) قوله: “إنما نسمي الأشياء كما نرغب فإذا تمت رغبتنا اعتدنا على التسمية, ولابد من إشارة كتابية للتعبير عنها، ولا تملك الأسماء حقيقة صوتية تلائم الأشياء تلاؤما ضروريا”. د- الهنود (فيما يعود إلى 2000 سنة ق م بحسب الآثار المتوفرة): – نسبت لغتهم إلى الإله أندرا، ولعلنا نجد عندهم أول تفكير لغوي واضح، وأول وصف للغة بعدِّها لغة، كما أنهم تميزوا عن الغير بإدراكهم للتحليل المقطعي للغة, وهو أمر يبعث على الدهشة والإعجاب؛ حيث أحصوا 32 إشارة تشكل حروفا صحيحية وأربعة أخرى, تتألف مع السابقة في الكلام (voyelles) . – لغتهم هي “السنسكريتية” وتعني الكمال، وهي لغة الأدب الفيدي وكتابهم المقدّس الفيدا (vida) ثم تطورت إلى لغة أخرى هي براكريت. أما كتابتهم، فتأخرت بعض الشيء وتُعرف “البراهمية/ 300 سنة ق م”. – تميزوا بالمزج بين علم الأصوات والدين والسحر, وذلك أن خطأً واحدا في اللغة كفيل بإلغاء الاحتفال الدينين كما أنهم اهتموا بدراسة اللغة وتحليلها حفظاً لكتابهم المقدس وأداءً لخدمات السحر. – نشأة علم اللغة الهندي (معتمدا على الشمول والانسجام والاقتصاد): بإمكاننا قول ذلك استنادا إلى ما ورد عنهم من: – تفوّقوا كثيرا في علمي الأصوات والصرف. – أشهر علمائهم في اللغة بانيني (PANINI ) عاش في ق 5 أو 4 ق م )، وضع كتاب “المثمّن” وهو على قدركبير من الأهمية في 8 أجزاء يضم 4000 قاعدة نحوية/ حكمة , وفيه أخبار عن 68 لغويٍّ سبقه. – التوصل إلى تفسير عملية إنتاج الصوت، تصنيف الأصوات ووصفها وذكر مخارجها، التميييز بين الصوائت والصوامت، التمييز بين الاسم والفعل وحرف الجر والأدوات المتممة، بحثوا الاختلاف بين الكلمة ومدلولها. – ويُنسب إلى PRABHAKARA قول على قدر كبير من الأهمية: “لا معنى للكلمة المنفردة إلا في العبارة”. هـ- الفينيقيون* (تعود الآثار المتوفرة عنهم إلى حوالي 11600 – 1300 ق .م): – لهم شأن كبير في تاريخ الكتابة وتمييز الحروف الصحيحة، وتطوير الأبجدية، مما حفّز على التحليل اللغوي. – يُنسب إليهم اختراع الأبجدية, والألف أول حرف فيها، حسَب روايات يونانية ولاتينية، وقد كانت كتابتهم الفينيقية متطورة قياسا إلى الأمم الأخرى، وهي كتابة صوتية محضة، تقتصر على الصوامت دون الصوائت •. و- العبرانيون: – لديهم فضول لغويّ كبير نتيجة ما يحفل به كتاب التوراة من حديث عن اللغة واللهجات وتعدّدها, والاشتقاقات المختلفة، أما أفكارهم اللغوية فقليلة، كما شهدوا تعدّدا لغويا متميزا، من آرامية، يهوديّة، لغة أشدود… وغيرها. واللغة عندهم هبة سماوية، حسب ما رُوي في نصوص العهد القديم من أن الرب الإله جبل كل حيوانات البرية وطيور السماء ليراها آدم، فدعاها بجميع أسمائها. إضافة إلى قصة برح بابل الذي حاول به أبناء نوح عليه السلام العروج إلى السماء، فبدّد الله مجهودهم وبلبل ألسنتهم. ز- الإغريق: – لديهم عناية كبيرة بموضوع اللغة تحديدا، ويظهر ذلك من القضايا المعروضة في زمانهم، نحو إدراكهم لمراحل التقطيع الللغوي (الأول الثاني). وتفريقهم بين حروف العلة والحروف الصحيحة منذ أوروبيدس (480 – 385 ق م )، – في موضوع أقسام الكلمة، ميز أفلاطون بين الاسم والفعل، وأرسطو أيضا في كتابه “فن الشعر” ميّز بين الحرف المتوسط والحرف الصامت والمقطع. وأرجع التخاطب بأسره إلى: الحرف، المقطع، حرف العطف، أداة التعريف، الاسم والفعل. ويُعرِّف الاسم بأنه “مركب صوتي ذو مدلول لا يعني فكرة الزمن”، أما الفعل فهو: “مركب صوتي ذو مدلول يعني فكرة الزمن”، وجعل للحرف تعريفا متميزا: “صوت لا يتجزأ … ومن طبيعته أن يدخل في تركيب صوت معقد، ذلك أن الحيوان أيضا يصدر أصواتا لا تتجزأ لكني لا أطلق عليها اسم الحروف”. – تناولوا أيضا موضوع نشأة اللغة؛ حيث يذهب أفلاطون إلى أن للألفاظ معنى لازما متصلا بطبيعتها، أما أرسطو فللألفاظ عنده معنى اصطلاحي ناتج بين البشر (اصطلاح وتواضع). جـ- الرومان: اتصلوا باليونان وأخذوا عنهم، ومن أعلامهم اللغويين: Varron (لغوي شهير له ملاحظات دقيقة قريبة من الفكر البنوي الحديث, وله نظرات في التصريف وأزمنة الأفعال، من خلال كتابه:”في اللغة اللاتينية”). وQuintilin (في القرن الأول الميلادي, في كتابه “في فن الخطابة” وهو موجز في قواعد اللغة)، وPRISCIEN/ق6 م صاحب كتاب “قواعد اللغة”… ط – العرب: عرفوا دراسة في اللغة متطورة جدا خاصة في القرون (7,6,5,4,3,2 ) الهجرية، في مختلف العلوم اللغوية، وسنأتي إلى تفصيلها في نهاية هذا المقرر بحول الله في آخر محاضرة. 3- الدراسات اللغوية في العصر الوسيط (بين 476 م و1500م)/ منذ انهيار روما إلى النهضة الأوربية وهي عصور الظلام: – تميزت هذه الفترة بانتشار المسيحية، والتشجيع على ترجمة التوراة والإنجيل, مع إشارات إلى مسائل صوتية عديدة. – نشأة الأبجديات؛ عكس العالم الاسلامي آنذاك تماما؛ حيث عرف مباحث كاملة في القواعد العربية، منذ ق 2 هـ). – نشأت بحوث عديدة، وقام جدل كبير ومنازعات فلسفية حول نشأة اللغة على اختلاف الآراء والمذاهب. – أشهر لغويّي هذه الفترة: Pièrre helie الذي لخص القواعد اللاتينية شعرا عام 1150م، كما وضع كتابا في تعليم اللغة الفرنسية وقواعدها. إلى جانب Alexandre de ville dieu (ق 12 م) الذي بحث في القواعد اللاتينية شعرا، والراهب الانجليزي Alfferic الملقب بـ(النحوي) (955 – 1025 م) الذي وضع كتابا في القواعد اللاتينية لتعليم الرهبان من أبناء طائفتهن ثم وضع معجما في اللاتينية والساكسونية. إضافة إلى الإسكندنافي Sturluson Snorri (1179 – 1249) الذي وضع كتابا في القواعد والإنشاء. 4- الدراسات اللغوية في الأزمنة الحديثة: أ- في القرنين 15 م و 16 م: اتضح التمييز بين الصوت والحرف المكتوب , وتميزت هذه الفترة عموما بتحليل الأصوات اللغوية. كما حصلت تطورات كثيرة في دراسة اللغة بعد صدور الأمر الملكي من الملك “لويس 12″ عام 1610، القاضي بجعل الفرنسية لغة المحاكمات الجنائية، ثم صدور أمر آخر يقضي بوجوب استخدامها في الإدارة (عام 1839). – فَرضت العلاقات الدولية الجديدة إنشاء معاجم وكتب مدرسية في اللغات الأجنبية. – دفعت حركة الإصلاح الديني إلى المزيد من دراسة العبرانية والأرامية والسريانية. – كثرة إصدارات الكتب الخاصة بقواعد الفرنسية، لدى كل من: ANTOINE CAUCHIE, JACQUES DUBOIS, THEODOR DE BEZE, BERKLEY,… ، وللأسباب عالمهم اللغوي Néprija وللإيطاليينletrissin ، وكانت لهم جميعا اهتمامات لغوية مشتركة . ب – في القرن 17 م : وضع الراهبانLancelot و Arnauld عام 1660 “القواعد اللغوية العامة والمعللة تعليلا عقليا”. وأصدر الهولندي Montanu Pertus عام 1635 كتابا تضمن وصف أجزاء الفم والأنف والحلق مع حركاتها الممكنة. ووصف عملية النطق وأوضاع اللسان. كما أصدر DIR PORT Royal كتاب “القواعد”، وهو كتاب هام وفيه ملاحظات ثاقبة في الصوت وقضايا اللغة، إلى جانب ظهور قضية جديدة، ولها شأن كبير، وهي مسألة اللغات العالمية المصطنعة. – وفي إيطاليا اشتهر اللغوي vico (1668 – 1744) وله نظرات في اللغة وتعدد اللغات. جـ القرن 18 م: – ازدهرت المقارنة بين اللغات العالمية لدى أمثال الألماني Pollas و Leibniz و الإسباني panduro … – ازدهر التيار النحوي لدى أمثال Brunot و Kukenhein … – تعددت التصانيف في اللغة وأشهر المصنفين RouSseau و DIDerot و Brosse و Gebelin … – يتميز هذا القرن بكثرة النظريات؛ حيث تعددت النظريات النفسية والتاريخية في نشأة اللغات. II- النحو المقارن 1- موضوعه ومنهجه: موضوعه هو تاريخ التطور اللساني من خلال دراسة التقارب بين لغات تبدو مختلفة. ويعتمد على ملاحظة الظواهر اللغوية في وقت ما, وتحديدها بدقة للوقوف على اللغة الأولى, فإذا كانت الأشكال النحوية متطابقة, فمعنى ذلك أن للغتين المقارَنتين شكلار واحدا مستعملا سابقا. ومهمة اللسانيات المقارنة هي كشف هذه العلاقات ودراستها. 2- ما قبل النحو المقارن: يذهب دي سوسير في مدخل محاضراته إلى أن بداية البحث الألسني بدأت بما يعرف بـ”القواعد” grammaire واشتهرت عند الإغريق ثم طورها الفرسيون. وتلتها مرحلة “فقه اللغة” وهي حركة أسسها عام 1777 م Freidrich August wolf, وهدفها مقارنة نصوص ترجع إلى حقب زمانية متباينة، وفكّ رموز كتابات بلغة مهجورة أوغامضة. ومهّدت هذه المرحلة لتطور الألسنية التاريخية. ثم بدأت فكرة إمكانية مقارنة اللغات بعضها ببعض, وتلك هي الحقبة الأولى البارزة في الألسنة الهندية الأوروبية، وكانت بداية نشأة النحو المقارن أو فقه اللغة المقارن. 3- البداية الفعلية للنحو المقارن: في 1816 وضع الألماني Franz Bopp / (1791 – 1867)، تعلم لغات عديدة: العربية, العبرية, الفارسية, الهندية. وأقام بباريس بين 1812 و 1812) /, وضع كتابه (نظام تصريف الأفعال في السنسكريتية), درس فيه العلاقات التي تربط هذه اللغة بـ:الجرمانية, اليونانية, اللاتينية، الليتوانية، الأرمينية، السلافية والألبانية. وتبنّى فكرة انتماء هذه اللغات إلى لغة واحدة، واستنتج في كتابه تقارب لغات أوربية عديدة مع السنكريتية ، وختم تجربته بخمسة مجلدات في الموضوع، أهداها إلى أكاديمية برلين في 1852. ومن نتائج بحثه: – لا تعد السنسكريتية لغةً أمًّا بل هي لغة. ويمكن أن تكون فرعا مع لغات أخرى؛ إغريقية, لاتينية … من لغةٍ أصلٍٍ أخرى. – يمكن الاستعانة باللغة السنسكريتية لمعرفة نشوء اللغة الأمّ. – سبق دي سوسير بقوله: إننا ندرس اللغة لنفسها وبعدِّها موضوعَ بحث لا وسيلة معرفة. وأفكار (بوب) هذه، أشار إلى بعضها الإنجليزي W. Jones (ت 1794 م) قبله، وأمكنه شرح صيغ إحدى اللغات مقارنة بصيغ أخرى. كما نشر لاسموس راسك في فترة (بوب) كتابه (في 1808): “البحث عن مصدر الإسلاندية القديمة”، واشترط فيه أمرين للدراسة المقارنة: أ- الاعتماد على معايير نحوية لملاحظة درجة التطابق، وعدم الاكتفاء بالكلمات منفردةً. ب- الاستعانة بالكلمات الأصلية إذا تعذّرَ ذلك، لأن الاشتراك في أصول الكلمات يعني القرابة بين لغاتها. وظهر إلى جانب (بوب وراسك) لغويون مقارِنون آخرون منهم: Jacob Grimm صاحب كتاب “النحو الألماني”/ 1822، ويعدّ مؤسس الدراسات الجرمانية. و Pott وبينفي Ben fey وكوهين Kuhn وأفريخت Aufrechet … ويمثّل هؤلاء إلى جانب “بوب” الجيل الأول من المقارنين. 4- الجيل الثاني من المقارنين: أول من مثّل هذا الإتجاه بعد الأعلام الأوائل: Max Muller /دروس في علم اللسان في عام 1861، George Curtius/ مبادئ التأثيل اليوناني في 1879، Aug Scheicher/ (1821 – 1869) وهو مؤسس النحو الليتواني وأول من سعى إلى ترميز نتائج الأبحاث المقارنة في “مختصر في القواعد المقارنة للغات الهندية الجرمانية”/ 1861، وكان ينظر إلى اللغة على أنها جسم طبيعي كسائر الكائنات والنباتات، بحكم اختصاصه في علم النبات. وتُوجّه إلى مباحث النحو المقارن في هذه المرحلة عدّة انتقادات، منها: – لم يقوَ على تشكيل العلم الألسني الحقيقي لعدم تحديد غرض الدراسة. – لم يتساءل مطلقا عن معنى التقارب بين اللغات الذي يتوصل إليه، ومعاني العلاقات المكتشفة. – ينظر إلى اللغة على أنها حقبة من حقب الطبيعة. 5- النحاة الجدد *: منذ 1870 أخذ النحو المقارن اتجاها جديدا؛ حيث: – تخلى عن تحليل البنية النحوية بحثاً عن نظام نحوي مشترك أصلي، إلى هدف آخر هو وضع تاريخٍ للغات ذات النسب الواحد. – رفض فكرة شليشر (اللغة جسم طبيعي)، وعدّها إنتاجا جماعيا متعلقا بالتواضع والاصطلاح. – أعاد دراسة الصلة بين اللغة والتاريخ. – اعتمد على القوانين الصوتية، بعد إيمانه بمدى أهميتها. ولقد برع النحاة في تقنيات المقارنة وكان تأثيرهم في الدراسات اللغوية جليا وكبيرا. ويذكر المتتبعون أن دي سوسير اجتمع بهم وأُعجب بأفكارهم. تعليق: يمكن لأي منا الآن بعد هذه المحطات التاريخية للدرس اللغوي، أن يسجل ملاحظات بشأن بداية ظهوره والتأريخ له، خلافا لمكا ذهب إليه وايتني في النص الوارد في مطلع هذه المحاضرة.
* جامعة فرحات عباس سطيف . باحث اكاديمي وشاعر، صدرت له عديد الكتب

منقول للافادة

ندوة " معــاجــم المصطلــحــات اللســانيــة " تـحليل، تـقويـم، مـقارنة - مكناس : المغرب 25- 26 نوفمبر 2010

ندوة " معــاجــم المصطلــحــات اللســانيــة " تـحليل، تـقويـم، مـقارنة - مكناس : المغرب 25- 26 نوفمبر 2010 طباعة إرسال إلى صديق
الكاتب صوت العربية   
الأربعاء, 06 أكتوبر 2010 00:00
ينظم مختبر البحث اللساني و البيداغوجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس يومي 25 و 26 نوفمبر2010 ندوة دولية في موضوع: " معاجم المصطلحات اللسانية: تحليل، تقويم، مقارنة
 تأتي هذه الندوة في إطار المشروع العلمي للمختبر الذي يهدف إلى وضع منهج لساني لبناء  المصطلحات المعربة يقوم على المبادئ والقواعد التي تحكم بناء الكلمات في اللغة العربية، والبحث عن حلول ملائمة لقضايا التعريب في الوطن العربي، خاصة ظاهرة التعدد الاصطلاحي المتمثل في وجود أكثر من مقابل عربي لنفس المصطلح الأجنبي. هذا التعدد الذي يعود إلى عدة أسباب، من بينها عدم اتفاق الباحثين والمهتمين بقضايا التعريب على منهجية محددة لبناء المصطلحات المعربـة، وهذا ما يجعلهم يتفقون أحيانا على نفس المقابل العربي للمصطلح الأجنبي، ويختلفون أحيانا أخرى في تقديم مقابل عربي واحد لهذا المصطلح .
فإذا فحصنا بعض المعاجم اللسانية المعربة، وجدنا أنه من النادر أن يتفق اللسانيون على مقابل عربي واحد لنفس المصطلح اللساني الأجنبي ، ففي هذه المعاجم مئات المصطلحات اللسانية الأجنبية التي قدم لها اللسانيون العرب وغير العرب مقابلات عربية متباينة لفظا و معنى ) أحيانا (. والسؤال الذي يحار المرء في الإجابة عنه هو: لماذا لا يستجيب الباحثون لكل هذه الدعوات لتوحيد المصطلحات المعربة؟ لماذا لا نتفق على وضع منهجية لبناء هذه المصطلحات تقوم على قواعد بناء الكلمات في اللغة العربية؟ لماذا لا نخضع المقابلات العربية المختلفة المقدمة لنفس المصطلح الأجنبي لمعايير لسانية تمكننا من اختيار المقابل الأمثل؟
للإجابة عن مثل هذه الأسئلة وغيرها مما له صلة وثيقة بقضايا تعريب المصطلحات اللسانية في اللغة العربية، نقترح أن تندرج المداخلات في أحد المحاور الثلاثة الآتية:
المحور الأول يتعلق بتحليل بنيات المصطلحات الواردة في معجم من معاجم المصطلحات اللسانية المعربة، وإبراز مدى استاجبتها لشروط سلامة التعريب، التي هي نفسها شروط الفصاحة في اللغة العربية والمتمثلة في سلامة جذور المصطلحات، وسلامة أوزانها، و سلامة جذوعها.
المحور الثاني يتعلق بتقويم رصيد من المصطلحات اللسانية، سواء كان من بين فهارس الكتب اللسانية، أو وارد في معجم من معاجم المصطلحات اللسانية. والمراد بالتقويم إبراز أصناف المصطلحات في هذا الرصيد: صواتية، صرافية، تركيبية، دلالية، تداولية.
المحور الثالث يهدف إلى المقارنة و الموازنة بين عدد من المصطلحات التي توجد في بعض المعاجم اللسانية المعربة، و التي تنتمي إلى نفس العلم من علوم اللغة العربية: صواتة، صرف أو صرافة، تركيب، دلالة، تداوليات، والهدف أيضا من هذه الموازنة هو الكشف عن المصطلحات اللسانية المعربة التي تستجيب بنياتها لقواعد وقيود بناء الكلمات و المصطلحات في اللغة العربية، والتي تكون في مرتبة أعلى في هرميـة سلامة البناء ، وسلامة التعريب كذلك.
 للمشاركة في محور من محاور هذه الندوة الرجاء:
•  إرسال نص العرض كاملا نهاية شهر أكتوبر 2010
•  ستطبع أبحاث المشاركين قبل بدايـة  الندوة 2010
-----------------------------
مصدر الخبر :
عزالدين غازي    < ourzagh@hotmail.comهذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته >

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

مشاهد مغربية أعدها اسامة الدخيسي


غرائب مغربية البرودة 60 درجة دون الصفر بمكناس


الدليل اللساني عند دو سوسير



الدليل اللساني   عند دو سوسير 
                                      عبد الكريم الدخيسي
0- تقديم :
لا أحد ينكر أن البحث اللغوي المعاصر يدين لعالم سويسري كرس حياته لخدمة اللغة ، إنه فيردناند دو سوسير الذي وضع أسس علم اللغة العام من خلال محاضرات أملاها على طلابه، و هؤلاء قاموا بإعدادها و إخراجها على هيئة كتاب ما يزال ملهما للبحث في الميدان اللغوي واللساني ، رغم ما يثار من نقاش حول صحة محتواه.
   و تسعى اللسانيات إلى دراسة اللغة باعتبارها نسقا من العلامات . ولمفهوم [1] العلامة أو الدليل عند اللسانيين  أهمية كبرى ، و لا يمكن الحديث عن الدلالة في الجملة دون التعرض للدليل ، كما أنه لا يمكن فصل العلاقة التي تربط بين الدال و المدلول أثناء الحديث عن الدليل. وسنتناول الحديث عن طبيعة الدليل عند دو سوسير ، محاولين الوقوف على ميزاته و خصائصه انطلاقا من مؤلفه الشهير " محاضرات في علم اللغة العام ".
 فما هو الدليل ؟ و ما مفهومه عند دو سوسير ؟ و ما هي خصائصه ؟
1- في تعريف الدليل :
الدليل في اللغة من دل يدُلُّ دَِلالة ، المرشد ، و هو ما يستدل به و الجمع أدلة و أدلاء [2]. و  هو ما به الإرشاد [3].
أما في الاصطلاح فيشير  الدليل (signe) - في مفهومه العام - إلى العلامة،  أو الرمز (symbol) ، أو الإشارة (signal)،  أو القرينة (indice) [4].
2-  معنى الدليل اللساني عند دي سوسير:

        نشير بدءا إلى أننا نستعمل الدليل هنا في مقابل المصطلح الفرنسي (signe) ، و مدلول في مقابل (signifié) ، و دلالة في مقابل (signification) ، و دال للمصطلح (signifiant)، و سنشير إلى ما يقابل المصطلحات التي يمكن أن ترد في العرض في حينه.
يتصور العالم اللساني السويسري فيرديناند دي سوسير( 1857-1913 Ferdinand de Saussure ) الدليل اللساني على أنه صورة ذهنية تتشكل من : (دال و مدلول)  حيث إن الدال هو صورة صوتية ، و هي تلك الملفوظات المنطوقة صوتيا . أما المدلول فهو صورة ذهنية، أي " ما يتصوره العقل" و المدلول هو المفهوم الذي للإنسان لذلك الشيء الخارجي أي ذلك الموجود خارج ذهن الإنسان قبل أن تصله الصورة الصوتية، و هذا التخيل ندرج فيه كل الأشياء المادية  و المعنوية و نسميه المرجع أو المدلول عليه . 
و لكي نفهم أكثر نضرب المثال التالي :      
         ×دليل لساني : " شجرة             "          
        × الدال هو صورة لفظية : [ش+ج+ر+ ة ]     
         ×المدلول هو صورة ذهنية : ذلك الشيء الطبيعي الذي له جذور و أغصان و أوراق و ثمار ... (ينظر الشكل 1)[5]:

شكل بيضاوي:  شجرة

شكل بيضاوي: شجرة
arbre
شكل بيضاوي: مفهوم
صورة سمعية
الشكل 1.              المرجع
بناء عليه يمكن أن نقول مع أحدهم إن:" المدلول هو الترجمة الصوتية لتصور ما ، و المدلول هو المستشار الذهني لهذا الدال ، و من هنا تتضح وحدتهما البنائية العميقة في الرمز اللغوي" [6].

3- خصائص الدليل اللساني :

للدليل اللساني أربع خصائص أو ميزات ، هي:           
1- الطابع الاعتباطي ، 2 _ التسلسل الخطي ، 3 _ السمة المميزة ، 4 _ التقطيع المزدوج. 
           
3- 1: الطابع الاعتباطي أو(arbitraire) :

          معنى الاعتباطية : جاء في قاموس اللسانيات :"في النظرية اللسانية ، و في اللسانيات عموما ، تميز الاعتباطية العلاقة الموجودة بين الدال والمدلول . فاللغة إذن اعتباطية بما أنها تعاقد ضمني بين مستعمليها من أعضاء المجتمع" [7].           
بمعنى  أنه لا يوجد في اللفظ ما يدل حتما على معناه ، و لكي نفهم أكثر نتأمل المثال التالي:
مثلا : في كلمة شجرة ، لو فرضنا مثلا أن : ش = أوراق الشجرة و ج = الجذع و ر = الأغصان و ة= الثمار.     
في هذه الحالة كل حرف يشير إلى شيء بالشجرة فنقول إن العلاقة بين لفظ " شجرة " و تصور " شجرة" ، علاقة حتمية طبيعية.          
       و لكن هذا غير حاصل ، و بما أنه كذلك فالعلاقة بين اللفظ و التصور هنا هي علاقة اعتباطية وضعية بمعنى أن لفظ"شجرة " تواضع و اتفق عليه المجتمع وفق عرف لساني . هذا العرف وجد قبل الفرد بكثير . فعندما يأتي الفرد يجد الجميع قبله أسموا شجرة بهذا الاسم و أصبح عرفا لسانيا لدى المستعملين ، فيكون لزاما عليه أن يستعمل اللفظ هو الآخر بناء على ما استعمله سابقوه ، و إلا فإنه إذا أراد أن يستعمل لفظا بديلا للمستعمل يحتاج إلى من يتواضع معه على ذلك حتى يعم الاستعمال  .        
و لكي نفهم أكثر  هذا مثال آخر قريب من الاستعمال اليومي :    
في المغرب يطلق على السيارة (بالعامية) : طوموبيل أو طونوبيل أو طونوبيلا(automobile) ؛ و منهم من يسميها : اللوطو (المناطق الشرقية للمغرب و الجزائر)؛ و العامة عندنا تقول : الطاكسي (taxi)، و تقصد سيارة الأجرة كبيرة كانت أو صغيرة.
و كذلك الأمر في اللهجات المحلية العربية و هذا يوجد أيضا بين اللغات:         
مثلا :بالعربية  (شجرة) و بالفرنسية( arbre)  ؛ فأي الكلمتين تؤدي المعنى أكثر ؟ كلاهما يؤدي المعنى في بيئته و مجتمعه وفق الأعراف اللسانية المتواضع عليها .
             و الملاحظ أن لا أحد ينازع في هذا المبدأ ، و لكنه ميسور  و في المتناول ما جعله يهيمن على اللسانيات، و هو الأمر الذي جعل نتائجه لا حدود لها [8].   

3- 2 : التسلسل الخطي أو خطية الدال  :(linéaire)

       نعرف أن الركيزة المادية للدليل اللغوي هي الصوت .لذا فإنه أثناء عملية التلفظ" فإن الصوت يتسلسل، بتسلسل الزمن في خط أفقي
وهذا ما يسميه دي سوسير بـ: سلسلة الكلام أو la chaine parlée)) يقول : بما أن الدال ذو طبيعة سمعية ، فإنه يتسلسل بتسلسل الزمن في خط تتابعي ، و له الخصائص التي تترك بصمتها على الزمن :
أ- أنها تمثل امتدادا  و ب- هذا الامتداد محسوب في اتجاه واحد : إنها خطية ( ligne) [9].
و لهذا قلنا إنها تشكل سلسلة من الملفوظات المتصل بعضها ببعض و التي تشكل في الأخير دوال معينة تتغير دلالاتها بتغير مواقعها . 
      و لكي نفهم نقدم المثال التالي:         
في كلمة عجم ، التي تنطق حروفها بتسلسل وفق خط أفقي كالتالي : ع + ج + م          
يعني زمنيا أن العين تسبق الجيم و بعده يأتي الميم.         
لو غيرنا التسلسل الزمني و الأفقي في السلسلة الكلامية يصبح جمع : ج + م + ع           
و بالتالي فإن أي تغيير في التسلسل الزمني و الأفقي ينتج عنه تغيير في المعنى و يعطينا معنى مختلفا تماما.   
         مثال آخر :  
               بنات = ب + ن + ا + ت / نبات = ن + ب + ا + ت         

3- 3 : السمة المميزة ( trait distinctif):

         بما أن اللسان نظام من الدلائل المحدودة العدد فإن هذه الدلائل لا تكون إلا وحدات مميزة أو مجزأة أي يتميز بعضها عن بعض وتكون قابلة للاستبدال. ، و قد خص دي سوسير الموضوع بفصل بعنوان :" عدم استبدالية الدليل و استبداليته"()         
و لكن لنلاحظ أنه  بعد الاستبدال نجد أنفسنا أمام أمرين أو علاقتين:           
علاقة تبادلية تعاقبية أي أن الاستبدال لا يخل بالمعنى     
و علاقة مميزة أي تغير في المعنى بعد الاستبدال          
و لكي نفهم نوجه اهتمامنا إلى المثال التالي:
بالعربية كلمة غاب = غ + ا + ب         
لو غيرنا أحد الأحرف بآخر لتغير المعنى مثلا نقول : راب = ر+ ا +ب       
فلما غيرنا (غ) بـ (ر) أصبحت العلاقة مميزة ، هذا في اللغة العربية.
و الأمر ذاته يقال عن طريقة نطق الحرف ، فالكلمة (راب) يختلف معناها باختلاف نطق الراء بين التفخيم و الترقيق نقول : راب الحليب (بتفخيم الراء) و راب الحائط (بترقيق الراء) ، فالكلمة واحدة ، و لكن المعنى اختلف في الجملتين.
و لكن ماذا لو فعلنا الشيء نفسه للغة الفرنسية لنركز على ما يلي :
في اللغة الفرنسية كلمة(pierre) ، تكتب بالعربية (بيير أو بييغ )
و مثال آخر كلمة(Paris) تنطق في باريس بما يعرف بالراء الباريسة(le 'r' parisien) و في غيرها من المناطق تنطق بما يخالف هذا ، و لكن ذلك لا يغير من معنى الكلمة شيئا.          
فاستبدال "ر" بـ "غ" لم يخل بالمعنى بالتالي العلاقة هنا علاقة تعاقبية تبادلية.
و هاك مثالا آخر من واقعنا المعيش ، كلمة (قال) : تنطق كما تكتب في بعض المدن ، و تنطق (آل) في فاس ، و(كَال) في مناطق الجنوب الشرقي (الرشيدية و نواحيها) ، و هذا التغير لا يغير من معنى الكلمة شيئا .        
ملاحظة الأمر لا يتعلق بالأحرف فقط باعتبارها وحدات مجزأة تؤلف الكلمة بل الأمر منطبق أيضا على الكلمات باعتبارها وحدات مجزأة تكوّن جملة أو نصا بالتالي أي تغيير بالكلمة من شأنه الإخلال بالمعنى مثلا  في قولنا  :
أطفأ الرجل النار    
نغير فنقول :        
أطفأ الصلح النار    
أطفأ العلم النار     
فباستبدال كلمة الرجل بالصلح ، ثم كلمة الرجل بالعلم تغير المعنى  
هناك أمر أخر أيضا في الطابع المميز :       
لا ننفي من هذا الموضوع التقارب اللفظي بين الحروف لكن بحيث لا يتطور الأمر إلى حد ذوبان حرف في حرف مثل حرف : ض و ظ .
          و هذا المبدأ يخضع ، في نظر دي سوسير لميراث اللغة الذي يصير إجباريا و لا يمكن تغييره ، لأنها صارت بمثابة قوانين إلزامية لا يمكن التدخل لتغييرها بين الفينة و الأخرى ، "و هذا الاعتراض يقود إلى وضع اللغة في إطارها الاجتماعي ، و إلى التساؤل حول كيفية تحولها كما نتساءل عن غيرها من المؤسسات الاجتماعية " [10].  
         
3- 4 : التقطيع المزدوج (segmentation) أو  (double articulation ):

          جاء في قاموس اللسانيات :" في اللسانيات البنيوية ، التقطيع إجراء يهدف إلى تقطيع الملفوظ ، بمعنى تجزيئه إلى وحدات منفصلة عن بعضها ، بحيث تمثل كل واحدة منها مورفيما ( morphème) ، و كل مورفيم سيقطع إلى وحداته المكونة له تدعى فونيمات (phonèmes) " [11].
        و تعد هذه الصفة الوحيدة التي تميز الاتصال الإنساني اللساني عن الاتصال الحيواني.
ذلك أن الحيوان عندما يصيح / يصدر صوتا ، فهو يصدر مقطعا صوتيا معينا.             
     أما الإنسان فعندما يتكلم فإن كلامه قابل للتجزيء حسب مقاطع لفظية تدعى بالفرنسية(syllables) . فكلمة  (articulation)   تقطع إلى ما يلي    /ar/ti/cu/la/tion/         
و لكن لماذا سمي تقطيعا مزودجا ؟
ذلك ما قام به أحد تلامذة و أتباع دي سوسير أندري مارتيني (Andret Martinet) ، الذي أطلق المصطلح (double articulation ) يقول: " التقطيع نوعان :
 أ-  بتجزئة سلسلة الكلام إلى مقاطع صوتية ،
ب- بتجزئة سلسلة الدلالات إلى وحدات ذات معنى " [12].        
التقطيع/ التمفصل  الأول : يجزئ الملفوظ اللغوي إلى وحدات : مورفيمات    
مثل : (الأطفال يلعبون) لدينا (الأطفال) " دال أول "، و( يلعبون) "دال ثان "
التقطيع / التمفصل الثاني : تجزئة العنصر الدال بدوره إلى وحدات متعاقبة أصغر هي الفونيمات :     
مثل : الأطفال " الدال الأول " تصبح = ال + أط + فا+ ل       
       يلعبون " الدال الثاني " تصبح = يل + ع + بو + ن         
و بتقطيع / تمفصل أكثر تعقيدا نقول:      
      الأطفال = ال + طفل في جمع التكسير
      يلعبون = يلعب + ون للجماعة
      و الكل :أل + طفل + جمع التكسير + يلعب + ون .

        4- خاتمة :
          إن دراسة الدليل اللغوي أو العلامة كما أشرنا قبل ، لن تكون مستوفية لشروط العمل الجاد في هذا المقام ، و لكن حسبنا أننا أثرنا قضية من القضايا التي أثارها الأب الروحي للسانيات الغربية الحديثة فرديناند دو سوسير الذي كانت بحوثه في الميدان منطلق ما نراه من بحوث لا تفتأ تتطور يوما بعد يوم، بل صارت علوم اللغة تنحو منحى التخصصات الدقيقة في ميدان العلوم التطبيقية و صارت تُدرَس هي الأخرى في المختبرات . و إننا لنرجو أن نتمكن من القيام بدراسات تطبيقية في الميدان تكون إضافة إلى البحوث الرصينة التي قام بها علماؤنا.

المراجع المعتمدة :

1.       التعريفات ، علي بن محمد بن علي الجرجاني ، تحقيق عادل أنور خضر ، دار المعرفة بيروت، ط 1، 1428/2007 .
2.       المعجم الوسيط ، إصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، طبع دار الدعوة باستانبول .1410/1980.
3.       نظرية البنائية في النقد الأدبي ، صلاح فضل، منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت، ط 3 ،1405/19885 .
4.       Cours de linguistique générale, de Saussure F., éd.  publié par Belly C. et Séchehaye A., critique par Tullio de Mauro, éd. Payot et Rivages, Paris, 1995.
5.       Dictionnaire de linguistique, Dubois .J et autres, Librairie Larousse, éd:1973.
6.      http://fr.wikipedia.org/wiki/Double_articulation.


[1] - سنتناول في هذه الدراسة 'العلامة' باعتبارها مرادفا 'للدليل' .
[2] - المعجم الوسيط ، إصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، طبع دار الدعوة باستانبول .1410/1980، (د ل ل).
[3] - التعريفات ، علي بن محمد بن علي الجرجاني ، تحقيق عادل أنور خضر ، دار المعرفة بيروت، ط 1، 1428/2007 . (الدليل)
[4] - Dictionnaire de linguistique, Dubois .J et autres, Librairie Larousse, ed:1973,(signe).
و تراجع تعريفات مفصلة لهذه المصطلحات في المرجع المذكور، إذ لكل منها تعريف دقيق ليس هنا مجال بسطه.
[5] - Cours de linguistique générale, de Saussure F., édition  publié par Belly C. et Séchehaye A., critique par Tullio de Mauro, éd. Payot et Rivages, Paris, 1995, p:99.
[6] -  نظرية البنائية في النقد الأدبي ، صلاح فضل، منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت، ط 3 ،1405/19885 ،ص: 42-43.
[7] - Dictionnaire de linguistique:(arbitraire).
[8] - Cours de linguistique générale, p:100.
[9] - Ibid, p:103.

[10] - Cours de linguistique générale, p:105.
[11] - Dictionnaire de linguistique:(segmentation).
[12] - تراجع المقالة في الصفحة الالكترونية :  - http://fr.wikipedia.org/wiki/Double_articulation